تلك البلدة
القابعة على أطراف الجبل الأخضر، الواقعة جنوب مدينة البيضاء بحوالي أربعين
كيلومترا، وهي على ربوة عالية، تكاد بموقعها تودّع منطقة الغابات التي تزداد كثافة
كلما اتجهنا نحو الشمال والانحدار نحو البحر.. وأسلنطة تشكّل بموقعها واسطة العقد
بالنسبة لمناطق الخط الجنوبي ؛ الفائدية ولملودة وما جاورها شرقاً، ثم قندولة
[size=18]ومراوة وما بعدها من مناطق غرباً.
ونظرا لاستراتيجية موقعها المتوسط
اتخذتها السلطات الاستعمارية الايطالية في الماضي مركزاً حربياً تسيطر به على البدو
وتحركات المجاهدين في تلك المناطق، ومن ثمّ فإن أسمها يتردد كثيرا في مذكرات
جريسياني في كتابه (برقـة المٌهدَّأة)، بالإضافة إلى كونها منطقة مراعي وأودية كانت
أكثر خصبا وازدحاما بالسكان في الماضي.
وقد استرعى انتباه الباحثين ما وجد
بها من آثار، تتمثل في مبانٍ قديمة مهدمة وكهوف، يتميز أكثرها بنقوش وأشكال منحوتة،
مما يفصح على أن المنطقة كانت عامرة بالسكان في الماضي، وليس كما هو حالها الآن،
فإذا استثنينا القرية نفسها حيث التربة الشبه جيرية فإن الغابات كانت غزيرة شمالها
وجنوبها على السواء، بل يمتد الغطاء النباتي إلى أبعد من المنطقة المعروفة
بـ(الجشّة)، وحتى مشارف الصحراء التي لم تكن صحراء إذا استأنسنا بما يذكره المؤرخون
للرحالة اليوناني المعروف ب(هيريدوت)الإغريقي، وما كتبه عن ليبيا والصحراء الليبية
ليس بموضع جدال عندهم.
وقد أجمعت المراجع التي تسنّى لنا
الاطلاع عليها بأن الرحالة (هايمان) الذي كان في رحلته نحو قورينا في نهاية القرن
التاسع عشر(1886)ف هو أول من اكتشف ما يسمّى بـ(حقفة التصاوير) بأسلنطة، وهي تسمية
محلية، حيث يعتبر المعبد الصخري أثرا ليبياً فريداً وشهادة واضحة على أقدم آثار
ليبية تقع في وسط منطقة تهيمن عليها الآثار الإغريقية والرومانية التي تطبع الجبل
الأخضر ببصماتها الجلية.. ثم قام العالم الجيولوجي (قريقوري) أول مرة بالتقاط صور
شمسية لوجهة معبد اسلنطة سنة 1909ف، ثم قامت بعثة أثرية برآسة (هالبهر) و(سانكتس
أورجيما) بالتقاط المزيد من الصور الشمسية ينة 1910ف دون إجراء أي دراسات موسعة،
حتى قام (فيزلسيوني) في الفترة من 1912ـ1920 بإجراء حفريات في هذا المعبد وكشف عن
بقية المنحوتات التي لم تكن واضحة للعيان مشيرا إلى أنها نماذج من الفن الليبي
الأصيل لفترة ما قبل التاريخ..
هذا وقد توالت الدراسات حول هذا
المعبد فيما بعد على يد (أوليفيريو و رومانيللي وقودتشايد و ستوكي) ومصلحة الآثار
الليبية التي قامت في أوائل التسعينيات بترميم واجهة المعبد الذي تعرض للانهيار
بفعل أمطار الشتاء الغزيرة، ثم قام الأستاذ ماريولوني بعد ذلك بدراسة موسعة عن
الموقع خلال السنوات 1996ـ1997ف .
وبمناسبة هذه الآثار الفريدة في
القدم التي توحي بدلالة واضحة على أهمية المنطقة في الماضي، فإن اسمها أيضا قد
تناوله أكثر من باحث بنعوت مختلفة، أولا أن هذه الآثار تقع في مكان مرتفع، والأولون
دائما يختارونه كعامل مساعد على الحماية ومراقبة العدو.. ولاسم (سلنطة) ارتباط
بالفعل (اسلنطأ)، حيث يقول القاموس، بالحرف الواحد : اسلنطأ الرجل إذا ارتفع إلى
الشيء ينظر إليه، وهذا الفعل عند بنائه للماضي أو للأمر فإنه أقرب ما يكون إلى
(اسلنطه) بقلب الهمزة هاء كنوع من التخفيف كما هو اسمها الآن.. والذي يرتقي الهضبة
وينظر حوله تقابله مناطق كثيرة.
وقد تضاربت آراء المؤرخين، والأثريين
بصفة خاصة حول هذا الاسم (اسلنطة) فيعضهم يقول أن اسم (اسلنطة) هو اسم لإحدى
القبائل التي كانت تسكن في هذه المنطقة في العصر الإسلامي، وربما كان هذا الاسم
تحريفا لقبيلة(فسطيطة)، حيث أشار اليعقوبي في كتابه (البلدان) صفحة 342 إلى أن
المنطقة الممتدة من وادي المخيلي إلى مدينة برقة (المرج حاليا) تقطنها عدة قبائل من
الليبين القدماء من (واصلة وزناره ومصعوبة ومراده وفسطيطة ومفرطة وزكوده.. وذكرها
بعضهم باسم (لاساميس).
وبعد اكتشاف الآثار فإن بعض الباحثين
يدلنا على أن الأصل في (اسلنطة) كتابة ونطقا هو (صلنتاي)، " ومعروف أن لفظة (تــاي،
و داي ) في اللغة الليبية القديمة مجرد إضافات محببة. وبما أنه من الثابت أن
التسميات الليبية القديمة هي من اللغة العربية أصلا فإن باقي الاسم يصبح (صلن) وهذا
يدل على أن الموقع يعتبر مجرد مُصَلى بدليل وجود المعبد الليبي القديم.. والبعض
الآخر (6) يرى أن اسم هذه القرية كان قديما (لاساميكس) Lasamices وكانت قديما تقع
على الطريق الرئيس من برنيكي(بنغازي)مارا ببارسنوي (توكرة) إلى بطولمايس (طلميثة) ،
ومنها إلى قوريني (شحات) مارا بسمروسSemeros (مراوة) ثم لاساميكس (اسلنطة).. ولذلك
كان موقعها هاما بالنسبة للاتصال والتجارة، وخصوصا تجارى السلفيوم التي كانت في
أيدي الليبيين القدمــاء.
"هذا الموضوع مستخلص
من كتاب (اسلنطة المكان يتحدث) تأليف: عبد الجواد عباس - عبد الله عقيلة محمود."
[/size]القابعة على أطراف الجبل الأخضر، الواقعة جنوب مدينة البيضاء بحوالي أربعين
كيلومترا، وهي على ربوة عالية، تكاد بموقعها تودّع منطقة الغابات التي تزداد كثافة
كلما اتجهنا نحو الشمال والانحدار نحو البحر.. وأسلنطة تشكّل بموقعها واسطة العقد
بالنسبة لمناطق الخط الجنوبي ؛ الفائدية ولملودة وما جاورها شرقاً، ثم قندولة
[size=18]ومراوة وما بعدها من مناطق غرباً.
ونظرا لاستراتيجية موقعها المتوسط
اتخذتها السلطات الاستعمارية الايطالية في الماضي مركزاً حربياً تسيطر به على البدو
وتحركات المجاهدين في تلك المناطق، ومن ثمّ فإن أسمها يتردد كثيرا في مذكرات
جريسياني في كتابه (برقـة المٌهدَّأة)، بالإضافة إلى كونها منطقة مراعي وأودية كانت
أكثر خصبا وازدحاما بالسكان في الماضي.
وقد استرعى انتباه الباحثين ما وجد
بها من آثار، تتمثل في مبانٍ قديمة مهدمة وكهوف، يتميز أكثرها بنقوش وأشكال منحوتة،
مما يفصح على أن المنطقة كانت عامرة بالسكان في الماضي، وليس كما هو حالها الآن،
فإذا استثنينا القرية نفسها حيث التربة الشبه جيرية فإن الغابات كانت غزيرة شمالها
وجنوبها على السواء، بل يمتد الغطاء النباتي إلى أبعد من المنطقة المعروفة
بـ(الجشّة)، وحتى مشارف الصحراء التي لم تكن صحراء إذا استأنسنا بما يذكره المؤرخون
للرحالة اليوناني المعروف ب(هيريدوت)الإغريقي، وما كتبه عن ليبيا والصحراء الليبية
ليس بموضع جدال عندهم.
وقد أجمعت المراجع التي تسنّى لنا
الاطلاع عليها بأن الرحالة (هايمان) الذي كان في رحلته نحو قورينا في نهاية القرن
التاسع عشر(1886)ف هو أول من اكتشف ما يسمّى بـ(حقفة التصاوير) بأسلنطة، وهي تسمية
محلية، حيث يعتبر المعبد الصخري أثرا ليبياً فريداً وشهادة واضحة على أقدم آثار
ليبية تقع في وسط منطقة تهيمن عليها الآثار الإغريقية والرومانية التي تطبع الجبل
الأخضر ببصماتها الجلية.. ثم قام العالم الجيولوجي (قريقوري) أول مرة بالتقاط صور
شمسية لوجهة معبد اسلنطة سنة 1909ف، ثم قامت بعثة أثرية برآسة (هالبهر) و(سانكتس
أورجيما) بالتقاط المزيد من الصور الشمسية ينة 1910ف دون إجراء أي دراسات موسعة،
حتى قام (فيزلسيوني) في الفترة من 1912ـ1920 بإجراء حفريات في هذا المعبد وكشف عن
بقية المنحوتات التي لم تكن واضحة للعيان مشيرا إلى أنها نماذج من الفن الليبي
الأصيل لفترة ما قبل التاريخ..
هذا وقد توالت الدراسات حول هذا
المعبد فيما بعد على يد (أوليفيريو و رومانيللي وقودتشايد و ستوكي) ومصلحة الآثار
الليبية التي قامت في أوائل التسعينيات بترميم واجهة المعبد الذي تعرض للانهيار
بفعل أمطار الشتاء الغزيرة، ثم قام الأستاذ ماريولوني بعد ذلك بدراسة موسعة عن
الموقع خلال السنوات 1996ـ1997ف .
وبمناسبة هذه الآثار الفريدة في
القدم التي توحي بدلالة واضحة على أهمية المنطقة في الماضي، فإن اسمها أيضا قد
تناوله أكثر من باحث بنعوت مختلفة، أولا أن هذه الآثار تقع في مكان مرتفع، والأولون
دائما يختارونه كعامل مساعد على الحماية ومراقبة العدو.. ولاسم (سلنطة) ارتباط
بالفعل (اسلنطأ)، حيث يقول القاموس، بالحرف الواحد : اسلنطأ الرجل إذا ارتفع إلى
الشيء ينظر إليه، وهذا الفعل عند بنائه للماضي أو للأمر فإنه أقرب ما يكون إلى
(اسلنطه) بقلب الهمزة هاء كنوع من التخفيف كما هو اسمها الآن.. والذي يرتقي الهضبة
وينظر حوله تقابله مناطق كثيرة.
وقد تضاربت آراء المؤرخين، والأثريين
بصفة خاصة حول هذا الاسم (اسلنطة) فيعضهم يقول أن اسم (اسلنطة) هو اسم لإحدى
القبائل التي كانت تسكن في هذه المنطقة في العصر الإسلامي، وربما كان هذا الاسم
تحريفا لقبيلة(فسطيطة)، حيث أشار اليعقوبي في كتابه (البلدان) صفحة 342 إلى أن
المنطقة الممتدة من وادي المخيلي إلى مدينة برقة (المرج حاليا) تقطنها عدة قبائل من
الليبين القدماء من (واصلة وزناره ومصعوبة ومراده وفسطيطة ومفرطة وزكوده.. وذكرها
بعضهم باسم (لاساميس).
وبعد اكتشاف الآثار فإن بعض الباحثين
يدلنا على أن الأصل في (اسلنطة) كتابة ونطقا هو (صلنتاي)، " ومعروف أن لفظة (تــاي،
و داي ) في اللغة الليبية القديمة مجرد إضافات محببة. وبما أنه من الثابت أن
التسميات الليبية القديمة هي من اللغة العربية أصلا فإن باقي الاسم يصبح (صلن) وهذا
يدل على أن الموقع يعتبر مجرد مُصَلى بدليل وجود المعبد الليبي القديم.. والبعض
الآخر (6) يرى أن اسم هذه القرية كان قديما (لاساميكس) Lasamices وكانت قديما تقع
على الطريق الرئيس من برنيكي(بنغازي)مارا ببارسنوي (توكرة) إلى بطولمايس (طلميثة) ،
ومنها إلى قوريني (شحات) مارا بسمروسSemeros (مراوة) ثم لاساميكس (اسلنطة).. ولذلك
كان موقعها هاما بالنسبة للاتصال والتجارة، وخصوصا تجارى السلفيوم التي كانت في
أيدي الليبيين القدمــاء.
"هذا الموضوع مستخلص
من كتاب (اسلنطة المكان يتحدث) تأليف: عبد الجواد عباس - عبد الله عقيلة محمود."
السبت 24 أكتوبر - 23:36:02 من طرف qwert11
» عبد الواحد يقود الزمالك للفوز على الانتاج الحربى
السبت 24 أكتوبر - 23:32:47 من طرف qwert11
» الزمالك يفوز على الانتاج الحربى 3/2 ويساعيد توازنه وهنرى غاضب
السبت 24 أكتوبر - 23:27:33 من طرف qwert11
» إيقاف أمير عبد الحميد لأجل غير مسمى وخصم جميع مستحقاته
السبت 24 أكتوبر - 0:09:38 من طرف qwert11
» مين هوه المصــــــرى
الجمعة 23 أكتوبر - 22:02:39 من طرف qwert11
» منار تشارك فى عيد العشاق في مطعم القلعة
الجمعة 23 أكتوبر - 21:56:19 من طرف qwert11
» زينه انا بغير على تامر حسنى
الجمعة 23 أكتوبر - 21:37:52 من طرف qwert11
» هيفــــــاء وهبـــــــي : قبلـة شحاتة أحرجـتني أمـام عائـلـتي
الجمعة 23 أكتوبر - 21:36:21 من طرف qwert11
» مؤهلات و مهن الفنانين قبل دخول الفن
الجمعة 23 أكتوبر - 21:21:27 من طرف qwert11
» قضية الفنانين الشواذ جنسياً والتشهير بنور الشريف
الجمعة 23 أكتوبر - 21:19:28 من طرف qwert11
» النائب العام يطلب رفع الحصانة البرلمانية عن نائب بدائرة دشنا
الجمعة 23 أكتوبر - 21:11:42 من طرف qwert11
» اطقم الماس روعه.............
الجمعة 23 أكتوبر - 21:07:38 من طرف Darsh
» سوداني حاول اختطاف الطائرة المصرية وتحويل مسارها للقدس
الجمعة 23 أكتوبر - 21:07:14 من طرف qwert11
» طرق التفاوض بين الزوجين
الجمعة 23 أكتوبر - 20:59:53 من طرف qwert11
» لماذا نتزوج ؟
الجمعة 23 أكتوبر - 20:58:11 من طرف qwert11
» صفات يحبها الرجل فى زوجته
الجمعة 23 أكتوبر - 20:55:31 من طرف qwert11
» الممارسة الجنسية الصحيحة للكبار فقط
الجمعة 23 أكتوبر - 20:53:00 من طرف qwert11
» اعداء ال بيت
الجمعة 23 أكتوبر - 20:48:48 من طرف qwert11
» تسلم نفسها للشرطة وتعترف بمعاشرتها لـ13 شابا
الجمعة 23 أكتوبر - 20:46:04 من طرف qwert11
» نمو مبيعات صغار المستثمرين من الذهب
الجمعة 23 أكتوبر - 20:40:41 من طرف qwert11